تعد الجوانب القانونية جزءًا لا غنى عنه في بيئة الأعمال الناجحة في أي بلد، وهي تعكس أطر السياسة والعقلية التي حددها الهيكل الحكومي لهذا البلد، لذا فعندما تبدأ في التفكير في تأسيس شركتك يجب أن تقرر بنيته القانونية فبجانب محاولتك لتسخير كافة الفرص المتاحة لكي تنشأ مشروع مربح، إلا أن عدم وجود الهيكل القانوني قد يجعل كل مجهوداتك هباء منثورا، ولا سيما بأن الجوانب القانونية قد تمثل صداعا قد يفاجئك ويؤذي خطك التجاري بشكل كبير، ولكن كثيراً ما يحتار رواد الأعمال أمام الأشكال العديدة للشركات، ولمساعدتكم على سلك الطريق الصحيح ادرجنا في هذا المقال أنواع الشركات في مصر ومميزات كل منها والتي عن طريقها يمكنك اختيار النوع المناسب لشركتك.
أنواع الشركات في مصر:
تنقسم أنواع الشركات في مصر بشكل عام إلى ثلاثة أنواع رئيسية ويندرج تحت كل نوع عدد من الأشكال القانونية المختلفة للشركات، وإليك شرح لهذه الأنواع:
أولاً :الشركة الفردية:
وهي كيانات ينشئها ويمتلكها فرد واحد وهي ذي مسئولية كاملة عن كافة التزاماتها وديونها التي يتكبدها النشاط التجاري وبالطبع فهو يحصل على جميع أرباحها، وتتمتع بقدر أكبر من المرونة في الإدارة، والضوابط القانونية والضرائبية، وقانوناً لا يتم إدراجها تحت مسمى الشركة، لأن مفهوم الشركة تفترض وجود شريك أو أكثر. ولكن في الواقع العملي لا يتم التفرقة بينها وبين الشركات من قبل المتعاملين معها، وحينما يتم ذكر المشروعات فهي تعد جزءً منها، فهي أقدم وأبسط شكل من أشكال ملكية الأعمال.
شركات الشخص الواحد
ظهرت شركات الشخص الواحد لتكون ذراع العون للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، حيث باتت الشركات المملوكة لشخص واحد تندرج تحت الشركات الفردية، والتي تلزم مالكها بمسؤولية كاملة عن كل التزاماتها، بمعنى إنه في حال حدوث خسائر تجاوز رأس مال الشركة فإن المالك مطالب بأن يسدد هذه الخسائر حتى و لو من أمواله الخاصة، الأمر الذي يجعل المستثمر يلجأ إلى الشركات ذات المسئولية المحدودة خوفاُ على أموالهم الخاصة في حاله الخسارة، ولكن بظهور شركات الشخص الواحد والتي تنص على أنها شركة يمتلك رأسمالها شخص واحد (سواء شخص طبيعي أو اعتباري)، لا تلزم مؤسسها إلا في حدود رأس مال الشركة بحد أدنى50 ألف جنيه، الأمر الذي شجع العديد الشركات المتوسطة و الصغيرة و الاقتصاد الغير رسمي على تأسيس شركات حقيقية و ليست شراكات ورقية فقط.
ثانياً: شركات الأشخاص
أثنان أفضل من واحد!! صحيح؟ إذا كانت هذه هي الفلسفة الكامنة وراء بنية عملك، فقد تكون الشراكة هي الخيار الأفضل لك، فهو نشاط تجاري يمتلكه شخصان أو أكثر يتقاسمان المسؤوليات، وتقوم على الثقة المتبادلة بين الشركاء، ضع في اعتبارك أنه مع هذا النوع من الأعمال تقع مسؤوليات العمل بما في ذلك المالية والقانونية على كل صاحب عمل. وفيها تكون شخصية الشريك محل اعتبار بمعنى أنها لا تذوب في شخصية الشركة، بالإضافة الى أنه لا يجوز أن يتنازل أحد شركاء الشركة عن حصته بها إلا بموافقة جميع الأطراف ويجوز له أن يتنازل عن حصته لأحد الشركاء وليس للغير نظراً لارتباط الشراكة بالثقة بين الشركاء. وتتضمن شركات الأشخاص ثلاثة أنواع هي:
شركة التضامن : أو كما يطلق عليهم شركاء متضامنين، وهي شركة يعقدها أثنان أو أكثر يكونوا مسئولين بالتضامن في جميع أموالهم عن ديون الشركة، ويتميز هذا النوع من الشركات بسهولة تأسيسها وكذلك حصة الشريك فيها غير قابلة للانتقال إلى الورثة بل تنقص الشركة، وأيضا سهولة تعديل رأس المال الخاص بها، وللشركة عنوان يأخذ اسم أحد الشركات المسئولين في جميع أموالهم وعلى سبيل التضامن عن ديون الشركة ويعتبر كل شريك في شركة التضامن تاجراً حتى ولو لم يكتسب هذه الصفة من قبل بشرط أن يكون غرض الشركة تجارياً.
شركات التوصية البسيطة: تتكون مـن نـوعين مـن الشركاء
الشركاء المتضامنون:
وهم الذين يتولون الإدارة بكافة أعمالها، ويكونوا متعهدين بالتضامن والتكافل لديون الشركة وأيضا كافة الالتزامات المترتبة عليها من أموالهم الخاصة بالإضافة إلى أن يكون عنـوان الـشركة مـن أسماء هؤلاء الشركاء،
الشركاء الموصون:
أشخاص يشاركون فقط برأس المال ولا يحق لهم التدخل في إدارة الشركة أ و ممارسة أعمالها، وكذلك يتحجم أدوارهم في دفع ديون الشركة طبقا لحصتهم في رأس مال الشركة كما يمكنهم أن يتفرغوا لأعمال أخرى. ولكن بموجب القانون غير متاح للجميع أن يكونوا من هذه الفئة، بمعنى أن هنالك بعض الأشخاص ممنوعين من التجارة كموظفي الحكومة من استثمار أموالهم كشركاء موصون،
شركات المحاصة:
هي شركة تعمل بالخفاء وليست كيان قانوني مستقل فلا يعلم بوجودها قانونيا، بل هي عبارة عن شراكة مؤقتة قائمة بين أثنين أو أكثر للقيام بعمل تجاري ما يؤديه أحدهم باسمه الخاص مع الاتفاق على تقسيم الأرباح والخسائر فيما بينهم طبقاً لما يتفقون عليه وتنتهي بانتهاء الأعمال ، ويتم التعامل مع الغير كأفراد وليس كشريك في شركة. بمعنى آخر هي شركة ليس لها شخصية معنوية وإذا تم الإفصاح عنها فإنها بموجب القانون تتحول إلى شركة تضامن.
ثالثاً شركات الأموال:
على عكس ما ذكرناه في شركات الأشخاص فإن الشركاء في شركات الأموال تظل أموالهم الشخصية بعيدة كل البعد عن أموال الشركة وكذلك في تلك الحالة يمكن للشريك بيع نصيبه في الشركة للغير، ولكن قد تربطه بعض الشروط المتفق عليها سابقا عند تأسيس الشركة وتتضمن شركات الأموال ثلاثة أنواع نشرحها باختصار فيما يلي:
الشركات المساهمة:
وهي تمثل نصيب الأسد من شركات الأموال وينقسم رأس مالها الى أسهم متساوية القيمة وكذلك قابلة للتداول بالطريقة التي يحددها القانون، ولا يسأل المساهم عن ديون الشركة إلا في حدود نصيبه من الأسهم، ولا تسمى الشركة باسم أحد الشركاء ء وإنما يؤخذ أسمها من غرضها الذى أنشئت من أجله، وتتميز بكبر حجم رأس المال فالحد الأدنى لرأس المال في مثل هذه الشركات هو 250 ألف جنيه يتم سداد 10% منها (بحد أدنى25 ألف جنيه عند بداية التأسيس) مع الالتزام بسداد 15% أخرى خلال 3 أشهر من التأسيس .
شركات التوصية بالأسهم:
تتكون شركة التوصية بالأسهم من فئتين من الشركاء هما: أ-) شركاء متضامنون و ب-) شركاء مساهمون:
الشركات ذات المسئولية المحدودة:
الشراكة ذات المسؤولية المحدودة هي شكل جديد نسبيا من ملكية الأعمال المسموح به الآن في جميع أنحاء العالم وهذا النوع الذي يلجأ إليه معظم روّاد الأعمال ، فهي مشابهة للشراكة العامة تماما باستثناء أن الشريك لا يتحمل مسؤولية شخصية أو قانونية عن إهمال الشريك الآخر ولا يتم الرجوع فيها إلى أموالهم الشخصية ولا تكون ضامنة لديون الشركة.
نموذجك القانوني سيحدث فارقا كبيرًا لشركتك، لهذا ضع في اعتبارك النظر في هذه العوامل والمفاضلات بين مزايا وعيوب كل نموذج من أنواع الشركات في مصر واختر ما يلبي احتياجاتك على أفضل وجه ويكون خيار مثاليا لحالة شركتك