فور تخرجك من كلية الحقوق والدخول إلى سوق العمل سرعان ما يقابلك الطوفان السنوي من النصائح الذي يلي تلك الخطوة قد يتكرر إلى درجة الانزعاج، في تلك الفترة قد يكون لديك العديد من القرارات الجديدة التي يتعين عليك اتخاذها أثناء البحث عن وظيفة والاستمرار في مسار بناء مستقبلك. ربما تشعر أنك قد تحققت الآن بعد أن تخرجت من الجامعة ولكن في الجزء الخلفي من عقلك قد لا تزال تعاني من عدم اليقين بشأن ما إذا كنت ستتمكن من العثور على وظيفة في مجال عملك أم لا!!… ولكن تلك الفترة تعتبر نقطة تحول رئيسية في حياتك حيث تلعب العلاقات التي تبنيها والمهارات التي اكتسبتها ومقدار ما تتعلمه من الأخطاء دورًا كبيرًا في نوع المهنة التي ستصبحها والخيارات المهنية التي ستكون متاحة لك. واستيعاب وفحص كل شيء فهذا هو الوقت المناسب لتكون الإسفنج وتتعلم قدر ما تستطيع.

سواء كنت تتطلع إلى اتخاذ قرار مستنير حول اختياراتك بعد التخرج من كلية الحقوق وبصفتك خريجًا جامعيًا فقد بدأت بالفعل عملية البحث عن عمل واكتشفت على الأرجح أن الوظيفة والمهنة ليست دائمًا الشيء نفسه: فالوظائف هي فرص العمل التي يجب أن تؤهلك للحصول على مهنة في المجال المطلوب
إليك بعض النصائح التي تساعدك على الانتقال من كونك طالبًا إلى محترف في مجالك:
توقعات واقعية
على الرغم من أنه لا ينبغي عليك تقليل توقعاتك، يجب أن يكون لديك عقلية واقعية عند رسم خطة حياتك المهنية والبدء في التقدم للحصول على وظائف. وهذا سبب فشل البعض فقد يتوقعون البدء في الحصول على راتب كبير مباشرة بعد الدراسة الجامعية؛ بالطبع من خلال دراستك قد اكتسبت بعض المهارات وأيضا شهادة ستتيح لك فرصًا كثيرة لتحقيق النجاح، لكن بالطبع قد تكون لديك خبرة محدودة في العمل. من المفيد النظر في مؤهلاتك من وجهة نظر صاحب العمل حتى تتمكن من فهم توقعاته بشكل أفضل. فكر في وظيفتك الأولى بعد التخرج كفرصة جديدة لاكتساب خبرة عملية قيّمة.
نظرًا للطبيعة المتعددة التخصصات للقانون والمهارات المتعددة القابلة للتحويل التي اكتسبتها أثناء دراسة القانون يستطيع الطلاب بناء مستوى عالٍ من التوظيف، وجذب أصحاب العمل في مجموعة متنوعة من الصناعات والقطاعات. بعض الطرق التي يمكن لخريجي القانون نقل مهاراتهم ومعرفتهم تشمل:
الوعي التجاري
يستشهد القانونيون بالوعي التجاري كأحد أهم الصفات التي يمكن أن يمتلكها المحامي، الوعي التجاري يعني امتلاك المعرفة بالتطورات الحالية في الأعمال التجارية المحلية والوطنية والعالمية، وخاصة أي قضايا قد تؤثر على أي شركة قانونية وعملائها، وفي غضون ذلك يتوقع العميل من محاميه أن يفهم بشكل كامل كيفية إدارة أعماله وأي قضايا اجتماعية وسياسية واقتصادية أوسع قد تؤثر عليه، وهذا يمكّن المحامي من تقديم مشورة قانونية لرجال الأعمال بأفضل ما في وسعه.
الاتصالات
مهارات الاتصال الشفوي والكتابي قوة حيوية ومن دونها سوف تكافح من أجل القيام بواجبات المحامي بفعالية، قدرة الاستماع الممتازة مهمة أيضًا عند العمل مع العملاء، حيث تحتاج إلى بناء العلاقات وتوليد الثقة.
يجب أن تكون متكلماً واثقاً عند مناقشة قضية في المحكمة والتفاوض على التسويات وعند شرح المعلومات المعقدة للعملاء، سيكون عليك استخدام لغة مقنعة وواضحة وموجزة. لصقل هذه المهارة يمكنك التدرب لفترة ما عند أحد مكاتب المحاماة حتى أن لم يكن المرتب مجزيا.

القدرة الكتابية مهمة بنفس القدر عند صياغة الرسائل والوثائق القانونية، ستحتاج إلى معرفة اللغة التقنية والقانونية وتكون قادراً على نقلها بوضوح ودقة، لتحسين مهاراتك في التواصل الكتابي انخرط أكثر مع ذوي الخبرة في مجالك.
يجب عليك أيضا تطوير مهارات التعامل مع الآخرين سيتطلب الكثير من المشاريع التي تعمل عليها جهدًا جماعيًا لذا يجب أن تكون قادرًا على بناء علاقات عمل قوية مع الزملاء. من المفترض أن يساعدك الانخراط في أي نشاط جماعي مثل الرياضة في تحسين قدرتك على التواصل.
انتبه للتفاصيل
إن الدقة الحادة هي أمر حاسم لنجاح مهنتك القانونية. يمكن لكلمة واحدة في غير مكانها أن تغير معنى عبارة أو عقد، في حين أن الرسائل الإذاعية أو الرسائل أو الوثائق التي تحتوي على أخطاء إملائية أو غير واقعية قد تعطي العملاء انطباعًا سيئًا، كذلك عند التقدم بطلب للحصول على وظيفة ضع في اعتبارك أن أرباب العمل يبحثون عن الأخطاء الإملائية وعلامات الترقيم والأخطاء النحوية.
إدارة الوقت
للبقاء على رأس أعباء العمل المليئة بالتحديات ستحتاج إلى مهارات ممتازة في تنظيم وإدارة الوقت فقد تصبح متعدد المهام لذا عليك التوفيق بين الأولويات المتنافسة. ستحتاج أيضًا إلى أخلاقيات العمل المتينة، والتي قد تستغرق ساعات طويلة.
القدرة الأكاديمية
هذه المهنة مطلوبة من الناحية الفكرية، وستكون شركات التوظيف في انتظار المرشحين الذين يستطيعون معالجة المعلومات المعقدة واستخلاص النتائج المطلعة، ستحتاج إلى إثبات أن لديك القدرة الفكرية للتغلب على ضغوطات العمل.
البحث والتحليل
إن قراءة كميات كبيرة من المعلومات، واستيعاب الحقائق والأرقام وتحليل المواد ثم تقسيمها إلى شيء يمكن إدارته، هو سمة من سمات أي مهنة قانونية، سواء كان العمل لصالح شركة تجارية أو ممارسة المحاماة الجنائية فأن المفتاح هو القدرة على تحديد ما هو ملائم من كتلة المعلومات وشرحها بوضوح للعميل الخاص بك.
الخلاصة:
الأشخاص الذين ينجحون فيما بعد ليسوا بالضرورة الأشخاص الذين يتخرجون بأعلى التقديرات أو لديهم أكبر قدر من المال أو أفضل العلاقات، بل إنهم أشخاص قابلون للتكيف، قادرون على المنافسة ولديهم المزيد لتحقيقه لذلك كن على دراية بما يحدث في مجال عملك، بهذه الطريقة يمكنك التأكد من صقل المهارات فلا تدع نفسك كمن عفا عليه الزمن.